حمدي سياج الشاب الخليلي البالغ من العمر 25 عاماً والذي يعمل في مدرسة الحسين بن علي الثانونة آذنا يعد القهوة والشاي للعاملين في المدرسة من مدرسين واداريين ويحظى بمحبة الجميع هناك، حقق اخيراً حلمه بزيارة عاصمة النور باريس في فرنسا والتي ستمتد لما يقارب الاربعين يوماً. حمدي الذي تدرج في تعلم اللغة الانجليزية عبر استضافتة اجانب من دول مختلفة وبناء صداقات متينة معهم والذي ساهم في رفع مستواه اللغوي الى حد كبير حيث اصبح قادراً على التواصل معهم بشكل يدعو للفخر.
بدأت القصة عندما قام حمدي باستضافة فرنسية وابنها البالغ من العمر 17 عاماً في منزل والده القاطن في حارة الشيخ بالخليل حيث قدمت الفرنسية بريندت وابنها توماس للتطوع في مركز اكسلنس للتعليم وخدمات التدريب بالخليل عبر القيام بعدد من الانشطة المجتمعية والتعليمية المختلفة.
حمدي وعائلته لما يتوانو عن تقديم كل مساعدة ممكنة لبريندت وتوماس خلال مدة اقامتهم في المدينة اضافة الى كرم الضيافة وحسن التعامل معهم كضيوف قدموا الى الخليل مدينة الكرم والكرماء. بريندت وصفت تجربتها بالرائعة في فلسطين حيث شاركت في العديد من الانشطة الاجتماعية التي نظمها مركز اكسلنس وكما وصفت عائلة سياج بانها جعلتهم لا يشعرون ابداً بأنهم غرباء عن المدينة واهلها عبر دعوتهم لحضور مناسبات اجتماعية مختلفة كحفلات الزفاف والعديد من السهرات العائلية والزيارات الميدانية لتعريفهم على مدينة الخليل وتقاليد المجتمع وثقافته.
في مقابل ذلك لم ينسى الضيوف الفرنسيون ما قدمته عائلة سياج لهم خلال فترة مكوثهم هنا في الخليل ما دفعهم الى دعوة حمدي لزيارتهم في باريس كرد للجميل وللتعرف على إحدى أكبر مراكز الفن في العالم والتي تحتوي على عدد كبير من المتاحف التي تضم لوحات لأبرز الفنانين العالميين وبالفعل لبى حمدي الدعوة وغادر فلسطين ليحل ضيفاً هناك ولكن ضيف بطعم صاحب البيت كما يصف حمدي حيث قال “يعاملونني وكأني فرد من العائلة“.
حمدي الذي زار عدد من الاماكن المهمة التي يقصدها السياح في باريس كبرج ايفل و نهر السين وكنيسة نوتردام العريقة بالاضافة الى اماكن اخرى في المدينة، في سؤالنا عن تجربته هناك اجاب ” مالفت انتباهي هناك ان الناس تتعامل بمنطق الاحترام المتبادل، كل شخص هناك يحظى باحترام وتقدير بصرف النظر عن طبيعة عمله او مركزه الاجتماعي ” واضاف ” ما اذهلني ايضاً نظافة الشوارع والاماكن العامة في المدينة اذ تكاد تخلو الشوارع تماماً من الاوساخ“.
ستشكل هذه الزيارة لحمدي ذكرى جميلة ستبقى خالدة في ذاكرته بكل ما فيها من تفاصيل وتدفعه دائماً الى بذل المزيد في تعلم اللغة الانجليزية والتي فتحت له الباب واسعاً للتعرف على ثقافات مختلفة ومتعددة حول العالم.
يذكر ان مركز اكسلنس للتعليم وخدمات التدريب والذي ينظم دورات محادثة في اللغة الانجليزية مع اجانب يسهل استضافة اجانب قادمين من دول مختلفة حول العالم للتعرف على الشعب الفلسطيني والثقافة الفلسطينية ويساهم ايضاً في تعلم افراد العائلة اللغة الانجليزية عبر الحديث بشكل يومي مع الزائرين في مواضيع مختلفة ما يساهم في رفع مستواهم اللغوي ويفتح امامهم الفرصة للتعرف على ثقافات الشعوب الاخرى في العالم.